تساؤلات وأجوبة
هل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون مشتت؟
ما هي تحالفات الحزب ما بعد الانتخابات؟
هل تتوفر لائحة الحزب على المؤهلات لتسيير شؤون البلدية؟
يتساءل العديد من سكان شفشاون ، انطلاقا من اهتمامهم بوضعية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في سياق الانتخابات الجماعية الجارية، حول تحالفات الحزب ما بعد الانتخابات وحول مؤهلاته لتسيير شؤون البلدية وأيضا حول ما يروج عن دخوله المعركة الانتخابية في حالة تشتت نتيجة تدبيره للصراع الذي عرفه الحزب محليا للحسم في مرشحي اللائحة ...
ولعل تساؤلات المواطنين تستمد مشروعيتها من غيرة مزدوجة: غيرتهم على مصلحة مدينتهم، من خلال تتبعهم المتواصل لكيفية تدبير شؤونها طيلة التجارب الماضية، وغيرتهم على مصداقية الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ساهم بشكل كبير في التأطير والنضال، على مختلف الواجهات، السياسية والاجتماعية والثقافية، من أجل مصلحة المدينة وكرامة سكانها...
ومن منطلق الغيرة المشتركة، أود أن أدلي بوجهة نظري حول تساؤلات المواطنين السالفة الذكر؛ وذلك من خلال الإشارات التالية:
- أولا، إن الحزب لم يدخل معركة الانتخابات في "حالة تشتت"، كما يروج البعض، بل في وضعية عادية. صحيح أن الحسم في اللائحة لم يكن سهلا، وهو أمر طبيعي للاعتبارات الأساسية التالية:
- أ- إقرار الحزب بضرورة التغيير اعتمادا على معيار مصلحة المدينة أولا ومصداقية الحزب ثانيا بعيدا عن الميولات الذاتية والمصلحة الشخصية. وهو ما يقتضي إبعاد كل مرشح قضى تجربتين بالمجلس البلدي - وهذا لا يعني التقليل من كفاءة المناضلين الذين قضوا تجربتين سواء في التسيير أو في المعارضة - ولم يكن سهلا اتخاذ مثل هذا القرار مع ما يتطلبه من جهود للإقناع بأهميته وجدواه...
- ب- اعتماد منهجية جديدة في تدبير موضوع التحضير للانتخابات؛ وذلك من خلال تكريس مبدإ الحزب/المؤسسة، سواء تعلق الأمر باللائحة أو بصياغة البرنامج الانتخابي أو بالإعداد المادي والأدبي لإدارة الحملة الانتخابية والتواصل مع المواطنين.
- ج- إدراك الحزب بأن تدبير الشأن المحلي، بصفة عامة، وشؤون مدينة شفشاون بشكل خاص، لن يكون مستقبلا كما كان خلال تجارب المجالس السابقة، يفرض التوفر على مؤهلات تدبيرية حقيقية تمكن من الوفاء الوعد وتحقيق الأهداف المسطرة والاستجابة لآمال سكان المدينة وانتظاراتهم دون تمييز بين هذه الفئة و تلك أو هذا الحي وذاك من خلال إنجاز مشاريع تنموية تراعي خصوصية المدينة وحاجيات مختلف شرائح سكانها...
- د – ترسيخ توجه الحزب وقناعته بأن الشأن الحزبي هو أيضا شأن عام. وهو ما يقتضي إشراك محيط الحزب وكافة المواطنين في كل ما يدور داخل إطاراته وقنواته التنظيمية وعدم إخفاء الاختلاف الداخلي، عندما يحدث، حول قضية ما؛ لأن من شأن هذا السلوك انغلاق الحزب على ذاته. وقد كرس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بشفشاون هذا التوجه بكل شفافية لإطلاع محيطه والمتعاطفين معه على حيثيات الاختلاف الذي حصل عند تحضير لائحة الحزب لخوض معركة الانتخابات الجماعية الجارية، خلافا لبعض الأحزاب التي لجأت إلى السرية وإخفاء مظاهر الاختلاف التي لم يخل أي حزب منها، في حين لجأ البعض الآخر إلى أساليب ديكتارتورية لا تسمح لأعضاء الحزب بإبداء رأيهم، خصوصا إذا كان يخالف وجهة نظر "الزعيم"، لحسم أمر الترشيح وترتيب المرشحين في اللائحة...
- ثانيا، إن صوت الناخب أصبح له اليوم دور حاسم أكثر من أي وقت مضى من التجارب الانتخابية التي عرفتها بلادنا طيلة العقود الماضية؛ وذلك بالنظر للتطور الملموس الحاصل في التعاطي مع العملية الانتخابية، منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، خصوصا مع الاختفاء التدريجي لتدخل وزارة الداخلية في ترتيب الانتخابات وتوجيهها وتحديد نتائجها. وعليه، فإن تحديد الاختيار بين اللوائح ينبغي، في رأيي، أن ينطلق، أولا وأساسا، من مدى مؤهلات اللائحة، مؤهلات سياسية وتراكم خبرة تدبيرية، لتسيير شؤون البلدية وقدرة أعضائها على ابتكار الأفكار والمشاريع القابلة للتطبيق، انطلاقا من استراتيجية ومخططات تنموية مدروسة الأهداف ووسائل الإنجاز، تتم صياغتها في إطار التشاور بين كافة الفاعلين وذوي الاختصاص، وبإشراك فعلي للمعنيين بالأمر وهيئات المجتمع المدني، وقدرتهم على مواجهة مختلف الإغراءات والتصرفات الانحرافية التي أضاعت الكثير من الفرص التنموية لتطوير المدينة وتأهيل كافة مجالاتها...
( يتبع) احميدة المبدي